أولآ شرح شعر التفعيلة

شرح شعر التفعيله سهل جداً وهو أسهل من الشعر العامودي بكثير 
ولا يحتاج الكاتب من قوانين الشعر سوى أن يلتزم بنفس تفاعيل البحر المراد طرقه
بدون الألتزام بالقوانين الأخرى المقيده للشعر العامودي
ولا يحتاج الى ترتيبه التفاعيل كما في الشعر العامودي فله أن ينثر التفاعيل 
بشكل عشوائي
وبدون الألتزام أيضاً بعدد معين في كل شطر فلك أن يكون الشطر تفعيله
واحده أو أكثر حسب ما تشاء
مثلاً 
لو أردنا الكتابه على بحر الرجز 
علينا الألتزام بنفس التفاعيل التي ترد في بحر الرجز سواء كانت أصليه 
أو بعد دخول المؤثرات عليها بدون ترتيب
وهي

مستفعلن = /ه/ه//ه : وهي التفعيله الأصليه الوحيده لبحر الرجز
متفْعلن = //ه//ه : بعد دخول زحاف الخبن الذي حذف ثانيها الساكن - وهذه ما أنصح بالأكثار منها
مستعلن = /ه///ه : بعد دخول زحاف الطّي الذي حذف الرابع الساكن ولا أنصح بالأكثار منها
مفاعلاتن = //ه//ه/ه : مرفل وهو زيادة سبب خفيف بعد خبن مستفعلن الأصليه وترفيلها
فعولن = //ه/ه : وهي لا تستعمل في الرجز العامودي إلاّ في الضرب فقط ولا أنصح بالأكثار منها
مستفلن = /ه/ه/ه : بعد حذف متحرك الوتد وهي لا تستعمل في رجز الشعر العامودي إلاّ في الضرب
فعلن = ///ه : ولا أنصح بها كونهم أجازوها عن جهل فهي من أضرب البحر الكامل 
ولكن اختلط عليهم الأمر لشدة الشبه بين البحر الكامل وبحر الرجز
متعلن = ////ه : وهذا ما أجازوه المنافقين من العروضيين وقد دسوه في عروض الخليل والغريب 
والعجيب العجاب أن لا يعترض عليه أحد لذلك لا أنصح به أبداً

اضافةً الى بعض التخاريف التي لا أساس لها من الصحه وأترفع عن ذكرها لكي لا تترسخ في
الأذهان فهي لا تستند الى واقع أو الى دليل كأن يقبلها زحاف أو عله مزدوج كان أو مركب

علماً أن شعر التفعيله لا يخضع للوزن والتفعيله هي وحده وزنيه فقط
هناك مدارس شعريه متعدده للشعر الحر ( شعر التفعيله ) منها ما يبيح الكتابه من البحور الصافيه والمختلطه
مع العلم ان البحور الصافيه لا تبقى صافيه في حال دخول المؤثرات عليها كبحر الرجز مثلاً الذي إن دخلت المؤثرات على تفعيلته الأساسيهمستفعلن تختلط تفاعيله الأساسيه بالفرعيه وتصبح الفرعيات خليطاً غير مستساغ للنغمه الموسيقيه وهي ما نصحت بالأبتعاد عنها ولكن هناك من المؤثرات ما هو مستساغ ويمكن أن يتناغم مع التفعيله الأساسيه بكل يسر وسهوله مثل مفاعلن التي نصحت بها واليكم هذا المثال لروعة هذا الزحاف وسآتي به من الشعر العامودي لإثبت لكم هذه الروعه وكلها على وزن مفاعلن

إقامتي بقربكم تطيب لي .. وأنتشي بحظنكم وأرتمي
بقربكم تطيب لي إقامتي .. بحظنكم وأرتمي وأنتشي
تطيب لي إقامتي بقربكم .. وأرتمي وأنتشي بحظنكم

حتى في الشعر العامودي تتجلى روعة هذا الزحاف
وكيف ما قلبت البيت الشعري وتلاعبت بالكلمات يبقى متماسكاً من حيث الوزن والمعنى ما يدل على أن هذا الزحاف مستساغ أينما وقع وبقدر ما يقع حتى ولو أكثرنا منه يبقى متناغماً ومستساغاً بينما لا نستطيع الأكثار من مستعلن مثلاً وبعض الفروع التي لم أنصح بها خصوصاً في حال تجاورت بعضها لبعض .
والخلاصه إن هذا النوع من المدارس لم يقف على جلية الأمر كما فعل الكثير من رواد الشعر الحر وعلى رأسهم بدر شاكر السياب حيث نظمالشعر الحر من البحور المختلطه كالبحر الطويل ذات التفاعيل المختلطه
وهذا ما أنصح بالأبتعاد عنه خصوصاً للمبتدئين حتى لا يقعوا بالمحظور لصعوبة السيطره على أعماق هذه البحور .

ومن المدارس الشعريه للشعر الحر من يشترط البحور الصافيه بدون استخدام المؤثرات التي تطرأ على التفاعيل الصافيه وتغيير بنيتها الأساسيه
وهي من البحور السته والتي تعمل بتكرار تفعيله واحده تتكرر وهي

1 -بحر الرمل - فاعلاتن

2 -البحر الكامل متفاعلن ومستفعلن

3 - بحر الرجز - مستفعلن

4 -بحر الهزج - مفاعيلن

5- البحر المتقارب - فعولن

6 -البحر المتدارك - فاعلن

ومن المدارس الشعريه ما سمحت بدخول المؤثرات على هذه البحور وأضافت بحرين آخرين لهذه البحور السته لتصبح ثمانية بحور تفعيليه للشعر الحر والبحرين يختلف ضربيهما عن تفاعيل الحشو فيهما ويتكون كل بحر منهما من تفعيلتين متشابهتين والثالثه مختلفه وهما

7- البحر الوافر - مفاعلتن مفاعلتن فعولن - اضافةً الى - مفاعيلن على أن تكون التفعيله الأخيره في كل شطر فعولن

8 - البحر السريع - مستفعلن مستفعلن فاعلن - على أن تكون التفعيله الأخيره في كل شطر فاعلن

على أن تكون التفعيله الأخيره في كل شطر هي ضرب البحر في الشعر العامودي علماً أن الكثير من رواد الشعر الحر لم يلتزموا بهذه القاعده
فظهرت مدارس تبيح الخلط بين تفاعيل هذه البحور .
حتى خلص الأمر الى اعتماد هذه البحور الثمانيه كبحور للشعر الحر
والخلاصه أنني أنصح كل من يريد طرق هذا النوع من الشعر الحر الألتزام بتفعيله واحده من البحور الصافيه ليتكن من ضبط الوزن بشكل سليم ولسهولة التنقل من فكره لأخرى وسهوله التمكن من اللحن
مثال :

مفاعيلن مفاعيلن
مفاعيلن مفاعيلن مفاعيلن

ولعذوبة النظم في الشعر الحر على تفعيلةٌ واحده تتكرر كيفبما يشاء الشاعر
وهكذا نسلك الطريق الصحيح الذي لا لبس فيه
ثانيآ الفرق بين شعر التفعيله والشعر العامودي :


في خضَّم الثوره المعلوماتيه وازدحام الشبكه بالمنظّرين ممن اجتهدوا بدوزنة الشعر الحديث بأنواعه
وجب علينا أن نسمي الأشياء بمسمياتها .. 
شعر التفعيله من وجهة نظري الشخصيه
ان شعر التفعيله هو ما يعتمد بالكتابه على مسماه (التفعيله)
ويعني الشعر الحر الذي لا تحكمه قوانين وأنظمه سوى الألتزام بنفس تفاعيل البحر المراد طرقه اضافه الى مقومات القصيده وبلروة الفكره من حيث الصور الشعريه والبلاغه الأدبيه التي تنطوي عليها الكتابات الأدبيه بشكل عام
أما في ما يتعلق في الوزن
هل سمع أحدكم شخصاً غيري يقول هذا الشطر مكسور.؟
طبعاً لا فكيف لشطر مكسور أن يكون مكملاً لشطر لا يضاهيه وزناً .. وإنما أقول هذا تجاوزاً ومن باب التخفيف وتلطيف الردود فالشطر الأول لا يساوي الشطر الثاني وبدلاً من أن أقول هذا البيت مكسور وهذا هو الصواب أقول تجاوزاً أن هذا الشطر مكسور وهذا خطأ ...
وهذا ما آثرت أن أحدثكم به
فأي عمليه للوزن تحتاج الى كَفَّتي ميزان إضافه الى الماده المطلوب وزنها وبما ان ميزاننا هنا هو ميزان سماعي فإن مادتنا الكلام المطلوب وزنها وهي ماده مسموعه .
يقال هذا البيت مكسور ولا يقال هذا الشطر مكسور حتى وإن كان الخلل في شطر واحد فقط ..
ولكن أثناء عملية الوزن يختل الميزان العروضي سماعياً في أحد الشطرين ما يسبب كسر البيت بالكامل
كون عملية الوزن تتم بمضاهاة الشطر الأول مع الشطر الثاني وبالتالي تكون القصيده بالكامل مكسوره فبالمحصله سوف يوضع العامود الأول من القصيده وهو الصدر كاملاً في كفة الميزان ويوضع العامود الثاني العجز كاملاً في كفة الميزان الأخرى للمضاهاه وهنا تتم عملية تطابق العامود الأول مع العامود الثاني وزناً وبالمحصلة تكون النتيجه سلباً أو إيجاباً أي في حال وجد كسر واحد في شطر واحد فقط تسمى قصيده مكسوره
وكما كان يقال لنا أثناء الخدمه العسكريه أن الذنب يعُم والخير يخص فإن أذنب أحد الجنود يتم معاقبتُه وجميع زملاه على حدٍ سواء وإن تمييز أحد الجنود وأحسن عملاً يتم مكافئته وترفيعه هو فقط دون زملائه ...
وهذا هو حال الأبيات الشعريه داخل القصيده فإن تمييز بيت يقال هذا البيت رائع ولا يثنى على باقي الأبيات إلاّ من باب المجامله وإن كان في القصيده بيت واحد مكسور تُحمَّل القصيده بالكامل وزر هذا البيت ...
قد يسأل سائل ..؟
كيف هذا الكلام سينطبق على القصيده ذات الشطر الواحد وهي القصيده الموزونه والتي تسمى القصيده المشطوره أو القصيده المنهوكه ذات الشطر الواحد ؟؟؟
فأجيبه ..
بأن القصيده المشطوره هي القصيده التي بنيت على قالب القصيده العاموديه أصلاً وسميت مشطوره لأن شطرها الثاني وهو العجز سقط وبقي لدينا شطرها الأول وهو الصدر
حيث تصبح العروضه هي الضرب تلقائياً
وتتم عمليه مضاهاة الشطر بشطره الثاني الذي تم اسقاطه
ويمكن مضاهاة الشطر بالشطر الذي يليه وبذلك تتم عملية الوزن بكل يسر وسهوله .
وهذا ينطبق على المنهوك أيضاً وهو البيت الذي سقط عجزه وعروضته وهكذا ..
أمما بما يتعلق في الشعر الحر وهو شعر التفعيله فكيف لنا أن نتمم عملية الوزن ..؟
فكل شطر يختلف عن ما يليه من حيث عدد التفعيلات التي اصطفت بشكل عشوائي وبالرغم من النغم الموسيقى الذي هو بطبيعة الحال نغم التفعيله المستخدمه من البحر المطروق ولكن لا يمكن لذلك البحر أن يتوافق لحنه ( القالب الموسيقي ) مع شعر التفعيله حتى وإن كانت هذه التفعيله من جنسه ...
لإختلاف عدد التفعيلات من شطر الى آخر واختلاف أمكنة التفاعيل التي لم تنتظم حسب ترتيبها للحن ذلك البحر .
لذا فإن شعر التفعيله لا يخضع للوزن 
وبالتالي هو غير موزون كما يدعي العروضييون ممن سلموا بذلك ولم يكلفوا أنفسهم عناء الدفاع عن تراثنا وتراث أجدادنا أمام هذه الهجمه الشعواء من أنصار ما يسمى بالشعر الحديث .واكتفوا بمقولة 
( كفى الله المؤمنين شر القتال )
وانا بذلك لا أنزع الشرعيه عن الشعر الحر فشعر التفعيله له خصائصه وله ما يميزه وله جمهوره الذي أحترمهُ واقدره
فللتفعيله جرس موسيقي عذب يمكن الشاعر من طرق أبواب عده في السياسه والغزل وله أبعاد مختلفه تتميز في المرونه ولا يمكن للشعر العامودي أن يوفر كل تلك الخواص
حيث كان لي تجربه في كتابة قصيده في قسم تفعيله بلهجتنا (شرف السلام على الرئيس) شعر تفعيله في قصيده موزونه
وقد يسأل سائل ويقول : ما هذا الكلام وكيف موزونه ..؟
أقول .
عندما كتبت تلك القصيده وكوني معتاد على النظم والوزن السليم كانت النتيجه أن جميع أشطر القصيده كانت متساويه بالتمام والكمال وهذا ما دعاني لتسميتها موزونه
علماً أن الوزن غير مطلوب في هذه الحاله .
ودعوني أثني على رواد الشعر الحر الذين التفوا على العروض 
لسحب البساط من تحت القصيده العاموديه التقليديه ومحاولة مسح معالمها
ما ساهم في إنتشار الشعر الحديث بشكل مرعب
يدعو للقلق على الأصاله والتراث

وشكراً