مقدمة لعلم العروض

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
قد توقفنا .. آنفا عندما ذكر شيخى الجليل عصام البشير المراكشى حفظه الله تعريف بن خلدون للشعر 
قائلا :

الشعر

: "هو الكلام البليغ المبني على الاستعارة والأوصاف المفصل بأجزاء متفقة في الوزن والروي مستقل كل جزء منها في غرضه ومقصده عما قبله وبعده الجاري على أساليب العرب المخصوصة به "

( تعريف ابن خلدون فى مقدمته ) 

ولك أن تتطابق كل هذه الشروط للشعر فى هذا البيت لشاعر يرثى ابنه 
جَاورتُ اعدائي وجاور ربه 
شتان بين جِوارهِ وجوارِ 
فأنت إذا قرأتَ هذا البيت ...فإنه بيت موزن وهو على قافية والقصيدة كلها رائية وهى من مرثية أبو الحسن التهامى من غرر الرثاء فى الشعر العربى 
أقول : لو قرأتَ هذا البيت فإنك تتبين فيه عاطفة وتجد فيه تحسرا وألما يعتصر قلب هذا الشاعر فكأن هذا البيت يخاطبك وكأنه يتحرك بمعناه ، وليس مجرد ألفاظ نسق بعضها بجانب الأخر ، وإنما هى ألفاظ جياشة غجتمعت فى هذه الالفاظ القليلة 
وتقول ذلك عن أى بيتٍ فى الشعر العربي تتوفر فيه هذه الصفات 
أما عن النظم

، فهو فى مثل المنظومات العلمية ، تقرأ كلام موزن مقفى ولكن ليس فيه عاطفة بل إنه كلام علمى محض ، فهو يخبرك عن قاعدة علمية يخصها البيت أو النظم 

أما النثر

فهو ما سوى ذلك ماليس موزنا ولا على قافية معينة وقد يكون الكلام مسجوعا كقول الحريرى فى مقاماته : " طبع الأسجاعَ بجواهر لفظه، ويَقرعُ الأسماعَ بزواجرِ وعظِه ".

هذا إذا رأيته تظن أنه موزن لان كل كلمة فيه تقابل كلمة أخرى ففيفة صناعة أدبية عجيبة ولكنه نثر وهو من قبيل السجع ولن يخرج بلذك عن كونه نثرا

من هناحمل كتاب مقامات الحريرى

الحَدُّ وَالموضُوعُ ثُمَّ

الثَّمَرَه

ثمرة علم العروض 

1*أعظم ثمرة فيه هى التعرف على أوزان الشعر وتعريف صحيحها من سقيمها 
2*إستحضار أبيات الشعر وهذا يعرفه من جرب أى أنك لو نسيتَ بعضا من الشعر الذى حفظته فلو استحضرت بعض قواعد العروض لعرفت ما انقصه لك النسيان
3*حماية دواوين الشعر من التحريف والتغيير فلولا تلك الدواوين ما كان هناك شواهد للنحو ولا البلاغة فى اللغة كلها .
4*تميز الشعر من غيره كالنثر فمثلا تعلم أن القرآن ليس بشعر وهذا من الثمرات التى يعرفها الكثير من الناس ولكنك حينها ستملك الجحة التى يمكنك أن تتحدث بها .
5* ومن ثمراته نظم متون العلم فى كثير من المجالات
6* تستطيع ضبط الأسماء وبعض الأعلام وبعض المفردات اللغوية 
@ وَنِسْـبَةٌ
هذا العلم من علوم اللغة العربية وهى كثيرة بعضهم يذكر أنها اثنى عشر علم
وبعضهم يزيد وبعض يُنقص ولكن علوم العربية المشهور منها 
علم اللغة وعلم النحو والصرف وعلم المعانى والبيان والبديع ( البلاغه )
وعلم العَروض و علم القوافى وعلم الإملاء وعلم الإنشاء وعلم قرض الشعر وعلم المحاضرات وقد يزيد بعضهم علم الخطب 
أو قد يزيد بعضهم علم الأمثال...وهكذا 
وقد يزيد بعضهم علم الإشتقاق 
وفضله 
ففضله من فضل ما تعلق به وهو الشعر العربى ومنظومات العلم الشرعى 
فإن كنت ترى أن لهذا الشعر العربى فضلا وإن كنت ترى أن لهذه المنظومات العلمية فضلا فلتعلم أن لعلم العروض فضلا من فضل الشعر وفضل تلك المنظومات .
الواضع

ولقد عرفنا بالإمام أحمد الفراهيدى 

من هنا

وَالاِسْمُ الِاسْتِمْدَادُ حُكْمُ الشَّارِعْ

الاسم = علم العروض 
الإستمداد = 
الإستمداد الأصلى جاء من أشعار العرب جمعَ هذه الأشعار وإستقرائها والبحث فيها ثم تنظيمها على بحور معينة محصورة ولاشك أن الخليل قد استفاد من الايقاع الموسيقى 
ويروى انه قد ألهُمَ بوضع هذا العلم حين مر فى السوق على حدادين 
سمع أحدهم ضرب بمطرقه على طسط وبتمعنه وانصاته بطريقه الضرب هذه 
( قارن بين الضربه ولحظة التوقف ) 
بالمتحرك والسكن فى حروف اللغة 
ولكن دراسته لا تلزم تعلم الموسيقى لما فيها من شبة شرعية عند البعض ولكن تحريمها أمر قطعى عند بعضولكنها تلزم فهم قواعد العروض لا أكثر .

حكم الشارع 

حكم الله تعالى فى هذا الفن أو هذا العلم 
أنه من فروض الكفاية 
لأن به تعرف منظومات العلم وبه يؤمن على الشعر العربى 
وهذا نافعا فى علوم اللغة والنحو والصرف وغيرها 
وهو نافعا فى الإستنباط والسنة 
أى إذا قام بعض الناس بحفظهِ فإن باقيه الناس 
غير مكلفين به.
========
مَسَائِلٌ والبَعْضُ بِالبَعْضِ اكْتَفَى 
مسائل علم العروض
أى المسائل التى نتحدث عنها أثناء الدراسة من باب التدرج في العلم
اولاً الكلام على التقطيع العروضى 
ثم الكلام على التفاعيل 
ثم الكلام على اصطلحات القوم 
وفى البيت الشعرى و اجزائه وفى التفعيله واجزائها ( اوتاد وفواصل واسباب...) 
والكلام على الزحافات والعلل 
ثم الكلام على بحور الشعر 
متضمنا مفتاح كل بيت والتغيرات 
وماهى أعاريضه وما هى اضربه 
ثم الكلام على الضروريات الشعريه 
ثم الكلام على البحور المحدثه 
ثم يأتى الكلام على علم القوافى ""
=======================
حفظ الله الشيخ عصام البشير المراكشى 
والله يا شيخى لم أتمنى دخول فلسطين حتى أصلى فى الأقصى وإلا تمنيت معها زيارة دولة المغرب العربية حتى أقُبْلَ قدميك علَّى تقبيلى لقدميك يعبر عن حجم الجميل والمحبة التى أكنها لك رغم أنى لم أرك يا سيدى الشيخ لقد وجدتُ دروسك عن العروض كلها موجودة على النت فاتحة لى ذراعيها لاغرف من بحر علمك دون أجرٍ فى نفس التوقيت الذى كنت أبحث عن مدرس أو معلم يفهمنى كيف أفرق بين الحرف المتحرك والساكن وكيف الحرف المشدد 
جزاك الله عنى الجنة جزاك الله عنى الجنة جزاك الله عنى الجنة ""
هذا وإن كان من توفيق فى نقل كلام الشيخ فهو من الله 
وإن كان من خطأ ومن نسيان فهو منى ومن الشيطان

والله ثم الشيخ عصام البشير منه براء

إنتهت المقدمة